
الطوب ( Bricks )
لقد كانت البيوت تبنى غالبا ً من الحجارة والتراب المدكوك في المناطق الجبلية حيث توافرت الصخور بكثرة.
كما أن أقدم البيوت بنيت من الأخشاب إلا أن المواد التي استخدمت لبناء المنازل في شتى أنحاء الشرق الأدنى كانت على الأغلب قطع طوب مجففة بالشمس مصنوعة من الطين الغريني ومشكلة باليد.
وهي ذات مقطع بيضاوي ، وذات شبه كبير مع شكل أحد أنواع أرغفة الخبر.
لقد استعمل هذا النوع من الطوب للبناء في القرى المبكرة على المرتفعات الإيرانية ، وفي شمال بلاد ما بين النهرين ، وفي الطبقات السفلية في أريحا.

وقد يظن المرء أن صانعي قطع الطوب تلك كانوا معتادين على البناء باستعمال حجارة مستديرة الشكل ،
ووجهة النظر تلك قد نشأت عن استعمال الحجارة ذات الأحجام والأشكال المناسبة لبناء البيوت في مواقع استيطان أخرى.

بالمقابل عندما ننظر لأقدم المواقع المعروفة التي استوطنها الإنسان القديم على مرتفعات الأناضول نجد صورة مختلفة تماما ،
فالطوب المجفف بالشمس والمستعمل للبناء ، لم يكن على ما يبدو يشكل باليد.
فقطع الطوب متناسقة ومنتظمة إلى حد كبير ، مما يؤكد تشكيلها باستعمال القالب.
لكننا لا نستطيع الجزم فيما يتعلق بشكل ذلك القالب ، فما نملكه من رسومات جداريه مصرية ،
تصور عملية تشكيل قطع الطوب في قوالب مستطيلة ، تعود لمئات من السنين اللاحقة.

كما أننا لا نستطيع أن نجزم كيف وأين تطورت تلك الفكرة وقد نميل لتقبل الفرضية القائلة إن الأقوام التي استعملت قطع الطوب تلك ،
المشكلة بالقوالب ، كانت قد تعودت في البداية ، على استعمال قطع الصخر التي تقطع بشكل طبيعي إلى قطع منبسطة مسطحة.
لكن ذلك الرأي يبقى مجرد فرضية ، ومن المهم هنا ملاحظة ابتكار وسيلة بسيطة لصنع قطع الطوب باستعمال القوالب على الأقل ،
في بلاد الأناضول وذلك قبل سنة 600 ق .م .

ولم تستعمل الأقوام التي بنت بيوتها من الطوب تلك المادة كلية لذلك الغرض ،
فجدران المباني كانت تغطي عادة بطبقة من الطين بينما كانت تشكل الأرضية من طبقة طينية مدت بعناية
وكان الصلصال اللدن يُستعمل لصناعة التماثيل الصغيرة والنماذج الحيوانية.
وقد لاحظ الإنسان آنذاك إمكانية جعل المادة الطينية صلبة بشيها بعد جفافها ، وغالباً ما يعتبر إنتاج الفخار من أكثر الاختراعات الجديرة بالملاحظة خلال تلك الحقبة الزمنية.

للمزيد من المعلومات عن الطوب ( Bricks ) :

المراجع :






جزيرة الأمل || Hope island